“قدوتي هي النحلة كونها لا تكل لا تمل”
كثيرا ما كنت أردد هذه العبارة “من يدري لعل ما هو مقدر لنا يحمل كل الخير” إلى أن جاء الوقت وأدركت ادراكاً تاماً معنى هذه العبارة.
عندما أنهيت مرحلة الثانوية العامة، حيث كنت من الطالبات المتميزات في مدرستي، وكان من المتوقع أن أحصل على معدل عال يؤهلني لدراسة الطب ضمن منحة، وكون وضعنا المادي لا يسمح لي بدراسته على نفقتي، وقد انخفض معدلي في الفصل الثاني بمقدار درجتين، فحصلت على معدل 90.5 .ولم أكن أرغب بدراسة الهندسة كليا، ولكن تم إقناعي شيئا فشيئا إلى أن حصلت على مقعد هندسة حاسوب في جامعه البلقاء، ولأنني لا أرغب بدراسة هندسة الحاسوب قمت بتحويل تخصصي إلى الهندسة المدنية فرع هندسة مساحة بعد سنة من دراستي، ومرت السنوات وبدأت أحب الهندسة وشعرت بجمال اختيارات الله لي، وكنت في كل سنة أحصل على منحة بسبب تفوقي، وبحكم تقديري المرتفع. وبعد التخرج حصلت على تدريب من وزارة الأشغال بصعوبة بالغة، وتدربت في بلدية دير علا في دائرة الأراضي والمساحة، وفي مكتب تصميم هندسي وبعدها حصلت على عمل في إحدى الشركات. وقد تم الإعلان عن التقديم لمنح الماجستير عن طريق الاتحاد الأوروبي، فأيقنت أن هذه المنحة هي من ستحقق أحلامي، فقدمت لها، وبالفعل تم الموافقة وحصلت على المنحة، وأيقنت أخيرا أنني سأكمل دراستي، وها أنا اليوم قد أنهيت الفصل الثاني من دراستي، وما اتطلع في الوصول إليه في المستقبل هو الانتهاء من مرحلة الماجستير والوصول إلى الدكتوراه بإذنه تعالى. ولكل منا قدوته وقدوتي هي النحلة كونها لا تكل لا تمل.