“ان الجهد يولد شخصاً متميزاً”
درست اللغات الحديثة في جامعة اليرموك.
عملت أثناء وبعد تخرجي بشكل مؤقت نتيجة لظروف المادية الصعبة، وقمت بتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها واللغة الإيطالية في مركز اللغات في الجامعة، وبعد تخرجي دربت طلاباً دون أجر. وحين كنت في الثانوية ً العامة كنت أحسب نجاحي مستحيلاً، لأنني من أسرة ميسورة الحال. فكنت أرى زميلاتي في المدرسة يسارعن إلى الدروس الخصوصية في حين كنت أتمنى أن أحظى بدرس واحد، وبالرغم من أنني كنت الأولى على مدرستي كانت هذه أولى محطات نجاحي حين أيقنت أنه ُ لا مستحيل، وأن الجهد يولِد شخصا متميزا. وقد كان حلمي أن أدرس اللغة اإلنجليزية، ولكن الحظ لم يحالفني، فدرست اللغات. وأذكر أنني كنت كثيرا ما أردد: “سأكمل دراسات عليا”، ولكن في داخلي هاجس يقول: إن الأمر مستحيل. وبعد أن تخرجت في جامعة اليرموك أديت امتحان اللغة الإنجليزية ولم أنجح به، وتقدمت بالكثير من الطلبات لكلية الدراسات العليا، لأدرس اللغات الحديثة، أو اللغويات الإنجليزية، أو الصحافة، ولكنها باءت بالفشل، ودون تفكير سجلت في تخصص السياحة، وفي البداية لاقيت استهجانا من معارفي بسبب هذا التخصص. وواجهت الكثير من المصاعب للتكيف معه كوني لا أملك أدنى فكرة عنه، وبتوفيق من الله وباجتهادي أصبحت من أوائل القسم.
نعم الآن لدي أفكار جديدة تطرح لأول مرة محليا في مجال السياحة، وأنا الآن أعمل على إحداها مع أساتذتي. وأطمح لإكمال الدكتوراه، وتطوير ذاتي وسياحة بلدي، وقد كان لمنحة الاتحاد الأوروبي فضل كبير في هذا الإنجاز، وأعتقد أنني سأكون يوماً ما شخصا مؤثرا في المجتمع، أستمد إلهامي من شارع الأعمدة في أم قيس.