Back

برنامج المنح الدراسية للتدريب على الابتكار وريادة الأعمال (IETSP)

نتيجة للصراع السوري، لجأ حوالي 1.5 مليون سوري إلى الأردن، حيث أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي لمعظم اللاجئين في الأردن سيء للغاية، ولديهم فقط عدد قليل من الفرص القانونية للعمل وخيارات التعليم المهني. في الوقت نفسه، هناك نسبة عالية من بطالة الشباب في الأردن، والتي كانت بالفعل واحدة من أبرز مشكلات البلاد قبل أزمة اللاجئين. تعود أسباب ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، من بين أمور أخرى، إلى العدد المحدود من الوظائف المتاحة مقارنة بعدد الخريجين السنوي الكبير، وضعف قدرة التعليم المهني في الأردن، الذي في كثير من الحالات لا يتماشى مع احتياجات الشركات.

لقد اتخذت الأردن عدة إجراءات للتصدي لارتفاع معدل البطالة بين الشباب من خلال تعزيز روح الريادة والقدرة بين الشباب، وبالتالي تحويل خريجي الجامعات من باحثين عن عمل إلى مبدعين للفرص. وقد تم تعزيز هذه المبادرات من قبل الحكومة من خلال إعادة هيكلة وزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتصبح خدمة للنظام البيئي الريادي والرقمي، مما أدى إلى إطلاق وزارة الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال استجابة لهذه التغييرات الأساسية. علاوة على ذلك، أعلنت الوزارة مؤخرًا عن السياسة الوطنية لريادة الأعمال في الأردن، التي توفر مسارا لجميع المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة نحو دعم الريادة ضمن هيكلها وأنشطتها المستمرة. نتيجة لإطلاق هذه السياسة، اتخذت جميع الجامعات الأردنية إجراءات رئيسية لتحقيق أهدافها، حيث أنشأت معظم الجامعات الأردنية مراكز للابتكار وريادة الأعمال تهدف إلى تمكين خريجي الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وتزويدهم بالمهارات والكفاءات اللازمة ليكونوا رواد أعمال ناجحين قادرين على خلق أفكار عمل جديدة والمساهمة بشكل فعال في الصناعة والاقتصاد الأردني. وقد اتبعت الجامعة الألمانية الأردنية، باعتبارها واحدة من الجامعات الكبرى في الأردن، توصيات الوزارة وسياسة ريادة الأعمال، وأطلقت عمادة الابتكار ونقل التكنولوجيا وريادة الأعمال التي تهدف إلى تقديم ثلاث خدمات رئيسية: نقل التكنولوجيا والروابط الصناعية، الابتكار وريادة الأعمال، وقابلية التوظيف، فمن خلال خدمات العمادة، سيلعب البرنامج دورا حيويا في هذا المشروع من خلال تقديم تدريب على ريادة الأعمال وحضانة للمهاجرين السوريين المحتملين وللأردنيين الأقل حظا، مما يمكنهم من إطلاق مشاريعهم الخاصة.

الهدف الرئيسي من برنامج منحة تدريب الابتكار وريادة الأعمال هو تزويد الشباب الأردنيين الأقل حظًا واللاجئين السوريين بالمهارات والكفاءات اللازمة لإطلاق شركات ناشئة في مجالات وتخصصات مطلوبة في الصناعة الأردنية. سيتم إعطاء اهتمام خاص للمشاريع الابتكارية المجتمعية التي تعود بالفائدة على المجتمع، حيث يكون أفراد المجتمع هم الأبطال والحكام للتغيير. توفر المجتمعات الحاضنات المثالية للابتكار، حيث يمكن للأشخاص الموهوبين إحداث تغيير جذري في طريقة التعامل مع القضايا العامة بشكل جماعي وإحداث فرق حقيقي. إن الابتكار المجتمعي يتطلب سياقا محددا، حيث يمكن أن تكون الحلول التي ثبتت فعاليتها في مجتمع ما، في أفضل الأحوال مصدر إلهام لمجتمع آخر. ومع ذلك، يجب تعديل هذه الابتكارات لتتناسب مع القوة الفريدة والتحديات والقيادة في المجتمع الذي يتم تكرارها فيه. ومن الأمثلة على المشاريع الابتكارية المجتمعية مشاريع تتعلق بالزراعة الحضرية، والتطبيقات الخضراء/ الأعمال، والأنظمة البيئية لدفع الابتكار، وصناعة الآلات النسيجية، والصناعات اليدوية وما إلى ذلك.

موضوع آخر مهم وذو أولوية عالية هو الاقتصاد الأخضر والصناعة. خاصة أن التدفق الكبير للاجئين السوريين زاد الضغط على الموارد النادرة في البلاد مثل الماء والطاقة. وقد قررت الأردن بالفعل قبل أزمة اللاجئين الاستثمار في الطاقات المتجددة وتوسيع استخدام أنظمة الطاقة الشمسية. لذلك، ستُعطى الأولوية للمشاريع الريادية التي تسهم في سياسة البلاد الخضراء. لتحقيق هذه الأهداف، سيوفر برنامج IETSP فرص تدريب على الابتكار وريادة الأعمال للشباب السوريين والأردنيين (بمجموعات تقريبية) والتي ستساعد في تأسيس فرق، وستُختار الفرق المتميزة بشكل تنافسي لتكون ضمن الحاضنة وتلقي تمويل أولي يمكنها من بدء شركاتها الناشئة.