قصة ملهمة من EDU-SYRIA مازن الناطور

ولد مازن الناطور في سوريا في ربيع عام 2001. وفي عام 2012 انتقل إلى الأردن بسبب الحرب في سوريا وهو الآن طالب في جامعة الزرقاء في إطار برنامج EDU-SYRIA الممول من الاتحاد الأوروبي، ويدرس الهندسة الكهربائية. مازن الناطور شاب طموح ومحب بدأ قصته بالعمل التطوعي في عام 2015 حيث نفذ وشارك في العديد من المبادرات الخيرية الهادفة لخدمة المجتمع. ويمتلك مازن بعض المواهب كالتمثيل والتصوير، وقد استغل هذه الأمور في العمل التطوعي، حيث قدم عروضاً مسرحية في مختلف مناطق المملكة الأردنية، وغطي الأحداث والاحتفالات في وسائل الإعلام كما تطوع مع عدة منظمات ومؤسسات مثل جمعية التضامن ومركز الأميرة بسمة للشباب ومركز مكاني.

قام مازن مؤخرًا بالمشاركة في أكثر من مبادرة وكان أهمها المبادرة التي أطلقها مع أصدقائه الشباب السوريين في مخيم خديجة وهو مخيم عشوائي في الصحراء الشمالية للاجئين السوريين. يقع هذا المخيم في منطقة معزولة ولا يتم تزويده بالخدمات ويعيش فيه أكثر من 150 عائلة، وأبناء هذه العائلات لا يذهبون إلى المدرسة ولا يتعلمون لعدم وجود مدارس قريبة ولا وسائل مواصلات. قال مازن: انطلاقا من إيماننا بأن التعليم حق للجميع وضرورة؛ ولأنهم حرموا من هذا الحق قررنا إطلاق مبادرة لتزويدهم ببعض وسائل التعليم لاستعادة حقهم.”

كانت فكرة هذه المبادرة هي تأمين فصل دراسي ومعلمين في المخيم لتعليم الأطفال. وأضاف مازن قائلا؛ “بدأنا بإطلاق المبادرة وجمع التبرعات من الأصدقاء، مع العلم أن هذا لم يكن سهلاً لأن المبلغ المطلوب كان كبيرًا جدًا ولم يكن لدينا أي منظمات تدعمنا باستثناء المتبرعين من أصدقائنا.”

بعد الانتهاء من التبرعات قام مازن وشركاؤه في هذه المبادرة بإعداد كرفان كبير الحجم 3 * 6، وتجهيز مقاعد الصف، وتأمين كامل مستلزمات الفصول الدراسية من أقراص وأقلام ومخازن ومعقمات، وقاموا بشراء قرطاسية للأطفال ثم ذهبوا إلى المخيم الذي كان يقع في وسط الصحراء. بعد ذلك قاموا ببعض الأنشطة والألعاب لإسعاد الأطفال ووزعوا عليهم القرطاسية وأخيراً دخل الطلاب الفصل وبدأوا الدراسة.

قال مازن: “كان لهذه المبادرة أثر كبير على الأطفال، حيث وجدنا ابتساماتهم ممزوجة بالحزن. يعيش هؤلاء الأطفال في ظروف قاسية بسبب نقص ضرورات الحياة الأساسية، وحاولنا منحهم بعض الأمل في غد أفضل.”

لقد قام مازن بالعديد من المبادرات مثل زيارة الأيتام وتوزيع الكمامات والحفاظ على التباعد الجسدي خلال امتحانات الثانوية العامة التي أجريت في ظل جائحة كورونا. كما قام بتغطيتها في وسائل الإعلام. وختم مازن بالقول: “نحن الآن نستعد للمزيد ونجمع التبرعات لتأسيس مبادرة تهدف إلى توفير طرد شتوي يحتوي على مواد غذائية وبعض الملابس الشتوية والبطانيات للأسر المحتاجة مع بداية فصل الشتاء.”