“ ليس كل سقوط نهاية، فسقوط المطر أجمل بداية ”
أنا طالب سوري، ولدت في حي دمشقي، وترعرعت بين أهلي وأصدقائي وجيراني، وكان حلمي أن أكمل الدراسة، فدرست الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكنت أعمل في مجال الكومبيوتر والهواتف الذكية، وقد وصلت إلى مرحلة ما قبل الاستقرار عندما التحقت بجامعة دمشق، وبدأت دراسة الأدب العربي، وتوظفت بإحدى شركات الهواتف الذكية الا أن الحلم لم يكتمل، فبدأت أحداث الخراب والدمار وآلة القتل تفتك في بلدي مما اضطرني للخروج منها تاركا أحلامي وذكرياتي وآلامي وأحبائي وراء ظهري، وخرجت إلى المجهول حيث يتوجب علي البدء بأحالم جديدة وطموحات غير التي كنت أرسمها، إذ إن من أسمى أحالمي في بلاد الغربة كان هو لقمة العيش وتأمين المأوى. فبدأت في العمل وكسب رزقي و لا شيء جديد سوى مضي الايام تلو الأيام إلى أن رأيت إعلاناً عن منحة دراسية شاملة المصاريف من SYRIA-EDU .فلفت انتباهي هذا الإعلان، وبدأت بالتحري عنه، وبعد أن بحثت في مواقع التواصل الاجتماعي وجدت في هذه المنحة ما كنت قد فقدت الأمل فيه، فكان من الخيارات المقترحة تخصص إدارة الأعمال، وهذا التخصص كنت أتمناه منذ زمن، فكان من نصيبي أن قبلت به.
لقد كانت المنحة من وسائل تحقيق طموحاتي التي لم أكن أتخيل أني سأكملها في يوم من الأيام، والآن بعد عامين دراسيين سأتخرج في الفصل القادم، وسأكمل مشواري الدراسي بالتجسير بإحدى الجامعات، وسأنهي الدبلوم البريطاني، وسأبدأ بدرجة البكالوريوس، وبعدها سأكمل دراساتي العليا، ربما تأخرت بعض الوقت، ولكنها ليست النهاية، فليس كل سقوط نهاية، فسقوط المطر أجمل بداية.